كتب محمد عبد الله سيد الجعفرى
المحكمة الادارية العليا تضع الحكومة فى ورطة كبيرة
هذا ما ورد بالحكم التاريخى لمحكمة القضاء الإدارى وحيثياته فى دعوى بطلان اتفاقية ترسيم الحدود المصرية مع دولة السعودية الشقيقة يوم الثلاثاء الماضى ويوجد شباب الان يعاقب بخصوص الجزيرتين وايضن شباب محبوس الآن جزءًا من نص حكم قضائى.
وكما أننا رفضنا تخوين من يهتف بمصرية تيران وصنافير سنظل على موقفنا الرافض للتخوين أو التشكيك فى وطنية من يعتقدون أن الجزيرتين أراضٍ سعودية ولابد من الوقوف بجوار كل من ينادى بحق مصرفى الجزيرتين لابد أن ترجع لأصحابها؛ ولا غالب أو مغلوب فى قضايا من هذا النوع، لكن لابد أن نعترف أن هذا الحكم التاريخى أسقط ورقة التوت الأخيرة عن كثيرين، على رأسهم حكومة شريف إسماعيل، التى واتتها فرصة تاريخية لغلق هذا الملف الذى تسبب فى أزمات عدة طوال ثلاثة أشهر مضت. إلا أنها أبت أن تستغل الفرصة فى عدم التخوين وإنهاء الانقسام الذى ضرب الشارع المصرى بسبب الاتفاقية، وقررت أن تكمل سيناريو الفتنة وتطعن على الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى.
إحقاقًا للحق؛ الحكومة فى موقف لا تحسد عليه، والعقلاء فقط هم من يرون أن طعن الحكومة ليس الهدف منه التنازل عن أراضٍ حكمت المحكمة بتبعيتها لمصر، لكنه محاولة لتأكيد أن السلطة التنفيذية لم تتنازل عن أراضٍ مصرية لصالح دولة أخرى، وأن موقفها سليم مدعوم بالمستندات.
فى حقيقة الأمر الحكومة ليست فى حاجة للتبرير، فكما قلنا لا نشكك مطلقًا فى وطنية أحد، لكن قرار الطعن على حكم القضاء الإدارى قد يحفظ ماء الوجه للحكومة، لكنه سيشعل الأحداث أكثر؛ فلم تعد الهتافات هى السند الوحيد الذى يعتمد عليه معارضو الاتفاقية بل أصبحت الهتافات المعارضة مدعومة بحكم قضائى حتى لو تم قبول الطعن بعدم الاختصاص، وقد نواجه سيناريوهات غير جيدة فى هذه الحالة تزيد الانقسام بين الرافضين والمؤيدين فى توقيت حرج تستعد خلاله قوى داخلية وخارجية للاصطياد فى الماء العكر لإشعال الفوضى فى مصر.
قرار الطعن على حكم القضاء الإدارى قرار خاطئ يفتقد الحكمة، وقد يدخلنا فى نفق مظلم، والحكومة بهذا التصرف المتوتر والمتعجل تضع الجميع فى حالة المواجهة وتزيد الاحتقان المستمر منذ شهور.
ومن ثم نرى أن على الجهات المصرية المعنية التريث والهدوء، فها هى الفرصة قد واتتنا جميعًا مرة أخرى لوقفة مع النفس نصلح بها ما أفسدته مفاجأة القرار، أيا كان الموقف منه صحيحًا أم باطلًا، وها هو الوقت قد سنح مرة أخيرة للاصطفاف من أجل مصر وطرح الأمر للنقاش العام فى أجواء إيجابية بعيدًا عن أجواء الاحتقان والتخوين والتشكيك السائدة.
أخيرًا علينا أن نرفع رءوسنا جميعًا لأن مصر عامرة بشبابها الذى يعشق تراب وطنه، ولديها قضاء إدارى لا يخشى فى الحق لومة لائم وأحكامه التاريخية طوال عشرات السنين تؤكد استقلاليته واحترامه للوطن والشعب.
كما علينا أن ندق ناقوس الخطر للحكومة حرصًا منا على وحدة الوطن وسلامته وندعو أعضاءها للهدوء والحكمة فى كل خطوة يتخذونها تخص هذا الملف الشائك، فتيران وصنافير اختبار مهم لكل الأطراف، والتاريخ ينتظر ليسجل المواقف والأحداث ويحاكم الجميع.
اين الحكومة من قدرة الشعب المصرى فى الحفاظ على ارضها حكم المحكمة الادارية اعطا صفعة قوية لحكومة شريف اسماعيل والنظام بالكامل
لا خلاف على الرئيس عبد الفتاح السيسى ولكن الخلاف على حب الوطن واراضية